كانت الساعة الثانية عشر إلا عشرون دقيقة ليلا عندما كنت واقفا خلف شباك غرفتي الزجاجي الملون باللون الأسود كي لا يظهر من خلفه انظر الى الشارع الذي أزدحم بجنود الأحتلال الصهيوني بحجة البحث عن مطلوبين تتردد في اذني جملة قالها والدي وهو على فراش الموت اثر استشهاده في عملية فدائية
" كلنا ميتون لا محالة لذا أخترت الشهادة فضمنت الجنة "
ثم صعدت روحه إلى السماء وتذكرت وجه أمي حينذاك ووجه أخوتي وما صار إليه حالنا من حزن عليه وبينما أنا على ذلك إذ بفتاه تصرخ في الشارع أثر محاولة جنود الأحتلال أغتصابها فغلى الدم في عروقي وشعرت بنار تخرج من جسدي لما الحياة في هذا الذل فوالله لأقابلك يا أبي الليلة فتوجهت إلى سرير أمي وكشفت الغطاء عن وجهها ودنوت من جبهتها كي أقبلها ثم خرجت وقبل أن أغلق الباب خلفي القيت على وجهها نظرة ثم ذهبت إلى حجرة أخوتي وقبلتهم الواحد تلو الآخر ثم أمسكت ورقة وقلم لأكتب لأمي تلك الكلمات " قد اشتقت لأبي فذهبت لمقابلته فلا تحزني فإننا والله بالجنة "
ثم ودعت كل شبر بالشقة وأخذت سكينا ونزلت وخرجت إلى الشارع وسرت في أتجاه الجندي الذي حاول أغتصاب الفتاه فإذا به يستوقفني ويطلب أثبات شخصيتي فوضعت يدي في جيبي الذي به السكين فإذا به يلتفت لينادي لأحد أصدقائه فأسرعت بغرز السكين في رقبته وأنا أصرخ تلك من أجل الفتاة وغرزتها مرة ثانية وأنا أقول وتلك من أجل أبي وسرت أطعنه بها بشكل هستيري وأشعر أن يدي لها قوة عشرة أشخاص برغم تلك الرصاصات التي أنهالت علي كالمطر ولكني لم أسقط حتى فصلت رأسه عن جسده وسقطت بها